امتدح هنري كيسنجر الوزير الأسبق للخارجية الأميركية في عهد الرئيسين نيكسون وفورد، جهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مواجهة الأزمة الناجمة عن تفشي وباء كورونا، معتبراً إن نظاما دوليا جديدا يتشكل، ومطالبًا الولايات المتحدة بالاستعداد لهذا العالم الجديد بموازاة مواجهة الفيروس.
واعتبر كيسنجر أن "الإدارة الأميركية قامت بعمل قوي في تجنب الكارثة الفورية"، مشيراً الى أن "الاختبار النهائي سيكون ما إذا كان من الممكن إيقاف انتشار الفيروس مع المحافظة على ثقة الجمهور في قدرة الأميركيين على إدارة أنفسهم".
وتوقع في مقال نشرته صحيفة "وال ستريت جورنال" حدوث اضطرابات سياسية واقتصادية قد تستمر لأجيال بسبب تداعيات وباء كورونا.
واعتبر كيسنجر أنه "في بلد منقسم، تعد الحكومة الفعالة وبعيدة النظر ضرورية للتغلب على العقبات غير المسبوقة من حيث الحجم والبعد العالمي"، مشدداً على أن "الحفاظ على ثقة الجمهور أمر حاسم للتضامن الاجتماعي، وعلاقة المجتمعات ببعضها البعض، وللسلام والاستقرار الدوليين". وقال: "تتماسك الأمم وتزدهر عندما تتمكن مؤسساتها من التنبؤ بالكارثة قبل حصولها، وتوقف تأثيرها وتستعيد الاستقرار. وعندما تنتهي جائحة Covid-19، سيتم النظر إلى مؤسسات العديد من البلدان على أنها قد فشلت".
وأضاف: "لا يهم ما إذا كان هذا الحكم عادلاً بشكل موضوعي. الحقيقة هي أن العالم بعد الفيروس التاجي لن يكون كما كان قبله. إن الجدال الآن حول الماضي يجعل من الصعب القيام بما يجب القيام به".
وشدد على وجوب "ألا تضعف جهود مواجهة الأزمة، مهما كانت ضخمة وضرورية"، وقال: "المهمة العاجلة تتمثل في إطلاق مشروع موازٍ للانتقال إلى نظام ما بعد الفيروس التاجي".
وأشار إلى أن القادة يتعاملون مع الأزمة على أساس وطني إلى حد كبير، لكن تأثيرات الفيروس التي تتخطى المجتمعات المحلية ولا تعترف بالحدود".
ورأى أن تهديد فيروس كورونا صحة الإنسان سيكون مؤقتاً، إلا أنه سينتج اضطرابات سياسية واقتصادية قد تستمر لأجيال، وقال:"لا يمكن لأي دولة، ولا حتى الولايات المتحدة، أن تتغلب على الفيروس في جهد وطني محض. يجب أن تقترن معالجة ضرورات اللحظة في نهاية المطاف برؤية وبرنامج تعاون عالميين. وإذا لم نتمكن من القيام بالأمرين معاً، فسوف نواجه الأسوأ".
واشار كيسنجر أن "التحدي التاريخي للقادة هو إدارة الأزمة وبناء المستقبل"، معتبراً أن "الفشل يمكن أن يحرق العالم".
ودعا الى الولايات المتحدة الأميركية الى "استخلاص الدروس وتطوير خطة مارشال ومشروع مانهاتن، والالتزام ببذل جهد كبير في ثلاثة مجالات: دعم المرونة العالمية تجاه الأمراض المعدية، السعي لشفاء جروح الاقتصاد العالمي، وحماية مبادئ النظام العالمي الليبرالي".