إستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وسط معلومات عن تباينات في وجهات النظر بين الجانبين في شأن الدور الإيراني في سوريا في ظل تفشي وباء كورونا في إيران وخشية النظام السوري من أن ينشر العسكريون الإيرانيون العاملون في سوريا الوباء على نطاق واسع في صفوف الجيش السوري الذي ينتشر في بعض المواقع جنبا الى جنب مع الوحدات السورية.
وترددت معلومات عن أن ظريف يسعى الى طمأنة الأسد الى أن طهران تمكنت من محاصرة الوباء، وهي تقوم بالخطوات اللازمة لمراقبة العسكريين العاملين في سوريا، ومنع تنقلهم بين ايران وسوريا في هذه المرحلة.
ووزعت الوكالة السورية الرسمية للأنباء صورة لاستقبال الأسد لوزير الخارجية الإيراني وهما يرتديان الكمامات الواقية من انتقال عدوى كورونا.
وذكرت وسائل الإعلام السورية إن الأسد أعرب عن تعازيه لإيران لوفاة أكثر من 5200 شخص بسبب المرض، معتبراً أن "أزمة كورونا كشفت فشل الأنظمة الغربية أخلاقيا".
ونقلت عن ظريف الذي ارتدى أيضا قفازا طبيا قوله إن الإدارة الأميركية أظهرت "حقيقتها غير الإنسانية" من خلال رفضها رفع العقوبات عن سوريا وإيران في وقت ينتشر فيه الفيروس في أنحاء العالم، في تكرار لتصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت سابق.
كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أشار إلى أن الولايات المتحدة قد تبحث تخفيف العقوبات المفروضة على إيران ودول أخرى للمساعدة في مكافحة الوباء لكنه لم يعط أي دلالة محددة على عزمها القيام بذلك.
وقال بومبيو في تصريحات أدلى بها الشهر الماضي إن الإمدادات الإنسانية معفاة من العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران بعدما تخلى الرئيس دونالد ترامب عن الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 للحد من برنامج إيران النووي.
وشددت الولايات المتحدة أيضا العقوبات على سوريا منذ بدء الانتفاضة على الأسد في مارس آذار 2011. وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إنها "تحاول حرمان النظام من الموارد التي يحتاجها لمواصلة العنف ضد المدنيين".
وتقول الحكومة السورية إنها سجلت 39 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا وثلاث وفيات. ويقول مسعفون وشهود إن العدد أكبر بكثير.
وفرض المسؤولون الذين ينفون أي تكتم على عدد الحالات، العزل العام واتخذوا إجراءات منها حظر التجول ليلا للحد من انتشار الوباء.
ويشير بعض المسعفين والعاملين في المجال الإنساني إلى أن وجود الألوف من المسلحين الإيرانيين الذين يقاتلون في صفوف القوات السورية وكذلك الزوار الإيرانيين يعد مصدرا رئيسيا للعدوى في سوريا.